Saturday, September 29, 2007

حاضرنا يستغيث... النجدة

شباب يرتدين الشارلستون الطويل و فتيات يرتدن الجيبات القصيرة، موسيقى صاخبة أجنبية، الشباب يرقصون و يضحكون بصوت عال، يتحرك كادر التصوير لترى شابا يقف لا يشاركهم الرقص ويظهر عليه اختلافه عنهم في المستوى الاجتماعي .... بعد ذلك ننتقل لبيت أثاثه بسيط جدا، يأتي الأب وهو يحمل الفاكهة لتقابله زوجته وقد تركت المطبخ بإبتسامة رضا
كان هذا المشهد من فيلم في الستينيات..... نعم يصور لنا هذا الفيلم طبيعة المجتمع المصري آنذاك كان المجتمع يتكون من طبقتين: طبقة غنية ، وطبقة فقيرة في المال ولكن غنية القيم والمبادئ ، وكانت هي الطبقة الغالبة في ذلك الوقت
و كانت كل أفلام هذا الوقت تصور مشاكل تلك الفروق ما بين الطبقتين



مشهد آخر من فيلم آخر "شباب يتعاطون المخدرات يجلسون لا هدف لهم سوى (المزاج)، مشهد آخر لشباب يجلسون بالجلباب وغطاء الرأس الأبيض و يتحدثون بالعربية الفصحى ويتكلمون كأنهم رسل الله في الأرض ؛ يحللون دم هذا ويقتلون هذا ويعظمون هذا" هذه المشاهد من فيلم في التسعينات تصور مشاكل تلك الفترة


ولتمر بنا عقارب الساعة سريعاً لندخل في الالفية الجديدة

"الفنان أحمد السقا يسرع بالسيارة ليهرب من عصابات المافيا... (و دوم دوم دوم) ... طلقات رصاص تملأ المكان.... يكسر السيارة تقريبا و لكن لازالت عجلة القيادة و الموتور موجودون إذا لازالت السيارة تجري و (إيييييييييييييييييء) .... لفة أمريكاني بالسيارة.. فيدخل في سوق ما ؛ ليزيح كل ما يوجد في طريقه ... وها هي سيارة العصابة المطاردة تدخل بمقدمتها في شجرة فتنتهي المطاردة
أفلام أخرى لا هدف منها على الإطلاق سوى الضحك والضحك وأخيرا و ليس آخرا الضحك

فيلم آخر "يصعد شخص العمارة ومعه فتاة غريـبة عنه لتقضي اليوم معه ، ويسأله حارس العمارة .. فيجيب بكلمة أو اثنين ليوضح غرض الزيارة ، فيعتذر له الحارس عن الإزعاج ويتمنى لهم سهرة سعيدة" ولا يكون هذا المشهد مقدمًا بصورة نقضية أو تهكمية ولكن بصورة وكأنها رفع واقع !! وكـأن المجتمع تحول وأصبح لايرفض الرذيلة ، بل ولا يعتبرها رذيلة من الأساس


هل هذه الصور والمشاهد تمثل رفعا صحيحا لواقعنا الحالي؟ أم أنها تمثل واقع حق ولكن ليس واقعنا؟ .. لماذا نريد تشويه واقعنا و تغييره؟ لماذا نريد نسخ واقع غير واقعنا ونقنع أنفسنا أن هذا هو الواقع ؟

يقال أننا نريد أن نصل بأفلامنا للعالمية ، فهل سنصل للعالمية بأفلام مصرية غربـية تماما ؟؟ لا تعكس الواقع المصري
ليرى كل منا - من منطلق دوره في المجتمع - ماذا سيفعل لرفع الواقع الحق.. فأبناؤنا لهم كل الحق في الاطلاع على حقيقة حاضر آبائهم.. و بهذا نحافظ على حاضرنا لأنه أساس مستقبلنا نحن ليس أحد سوانا

فلقد اصبحنا شعباً يريد أن يكون شيء، لا يعرف ما هو ، ولا يعرف كيف يكونه .. ولكنه مصرّ على الوصول إليه، وهو نفسه شيء لا يريد أن يكون هو وهو في الأصل لا يعرف ماهيته

No comments: