Monday, June 4, 2007

قصة فتاة ... عادية... الجزء الثاني


يُعرف عن المرأة أنها دائماً تعيش تخاف من شبح ما ; ففي العشرينات من عمرها تعيش في شبح العنوسة حتى تتزوج... بعد الزواج و في الثلاثينيات تعيش في شبح انها لن تنجب اطفال حتى يرزقها الله بالطفل...بعدها شبح أن زوجها سيتزوج عليها أو أنه ليس سعيد معها أو أنها ليست ترضيه... حتى يأتي سن الاربعينيات تعيش في شبح مرحلة سن اليأس

عجباً.. !! يالها من شخصية غريبة مليئة بالمتناقضات هي المرأة.. و لكن في بعض الأحيان تناقضها هو سر جاذبيتها.. ما لم يزد عن حده

نعود مرة أخرى إلى صديقتنا الفتاة و مشاعرها... فإن صديقتنا شخصية حساسة ذكية لديها مشاعر، ليس كما يظهر عليها أنها شخصية قوية المشاعر

لكنها لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها، حين تحب لا تعرف كيف تقول أنها تحب، حين تعجب بأحدهم لا تفصح ... أساساً هي في بعض الأحيان لا تعرف هل من حقها أن تحب أم لا، هل يسمح لها المجتمع أن تعجب بأحدهم... إعتادت أن تتعامل مع مشاعرها على أنها خطايا و تستغفر منها و ربما تبكي في قليل من الأحيان... هي لا تعلم أن المشاعر هي شيء طبيعي يميز الإنسان.. جميل جداً بالإنسان أنه يحب و يكره... يخطئ و يصيب .... ما أجمله هو الإنسان

إن أحبت فهي تحب من طرف واحد... و لا تفصح لأحد عن مشاعرها و إن أفصحت فهي لا تقص كل المشاعر... فهي لا تزال تراها خطايا... تراها إن أحبت من طرفين فلن يتعدى مرة أو مرتين على الأكثر طوال حياتها

مشاعرها تقول لها أنك يجب أن تحبي و يحبك أحدهم... تريد أن تعيش هذه المشاعر و لكنها لا تريد أن تهدر مشاعرها مع من لا يستحقها... تصبر على هذه المشاعر حتى يشاء الله أن تخرج

صديقتها... وصف لها الطبيب أن تحب شخصاً كل 6 شهور... فأبت إلا أن تنفذ وصية الطبيب... فتصاحب شخصاً كل فترة تراها صديقتنا مخطئة، إنما تريد أن تعيش نفس المشاعر و لكن ليس بنفس الطريقة... ترى صديقتها مخطأة بكل المعاني و القيم و المفاهيم

تتمنى أن تحقق أمنية كل من حولها و لكن ليس مقابل أن تضحي بأهم أمنية لديها و هي أن تتزوج من تحبه و يحبها

تخشى أن تذهب إلى المناسبات الإجتماعية لأنه سيكون هناك من يقول في نفسه "أتت لتنول إعجاب شاب

تذهب إلى الأفراح لتسمع كلمات تستحق الضحك حتى الوقوع أرضاً من سخرية الكلام، من أمثال هذه الكلمات
"يلا بقة... شدي حيلك" حاضر هشدة حالاً.. اهه شديته على آخر درجه
"عقبال ما نحضر فرحك الجمعة الجاية" ده كدة إسمه طبخ مش جواز يا فندم
"يارب تتجوزي جوازة تتحسدي عليها" هوه ده دعاء ليها ولا عليها
"إن شاء الله تتجوزي واحد أحسن من جوز بنتي" هل هذا يعقل أن تدعو أم لواحدة غريبة أن تتزوج بشخص أفضل من زوج إبنتها
و الكثير و الكثير

إني أشفق عليك أيها المجتمع... أيها المجتمع الذي لا يملأ رأسه إلا التفاهات و القيل و القال و الحديث عن كل فرد فيه، و في نفس الوقت تحرك لسانك بالكلام عن حرية الغرب... و كأنك أيها المجتمع أنت المصيب لا محالة و الآخرون المخطئون لا محالة... حقاً إنك تثير بي الشفقة... قل لي كيف أساعدك؟ هل أنت مدرك حقاً أنك في حاجة للمساعدة...إن دين الله وضعت قواعده منذ أكثر من ألف عام و سيزال ملائم لكل العصور و التغييرات الإجتماعية و الفكرية، لماذا لا تأخذ منه حكمك؟، فهل يعقل أن دين الله ملائم لعصرنا اليوم و أنت تأبى إلا أن تظل كما أنت... من وضعك و وضع قوانينك؟! أوَ ليس الناس .. لماذا إذا حين يتغير الناس و تتغير أفكارهم لا تريد أن تغير أفكارك... لماذا يأبى الناس الذين يضعوك تغيير الأفكار مع تغير الناس؟، أتمنى أن أساعدك و لكن لا أعرف كيف... ليساعدني الله و يساعدك

أيها المجتمع سأظل في إنتظار رسالة منك للرد على تلك الأسئلة

5 comments:

سيدوفسكي said...

سلام عليكم

دائرة المجتمع الخنيقة هي اللي بتحكم تصرفاتنا للأسف في معظم الأحوال مش الدين

المألوف هو اللي بيحكمنا .. أي حاجة غير مألوفة تبقى مش مظبوطة .. أي حاجة ماتعودناش عليها تبقى غلط

المرجعية بقت لقواعد المجتمع ونظرة الناس والقيل والقال بشكل أكبر منها لقرآن وسنة محمد صلى الله عليه وسلم .. بل وكتير من الأحيان بنحاول نضفي على قيودنا دي صبغة الدين بالزور

فرقنا ايه دلوقت عن أيام الجاهلية ؟؟؟

لحظة said...

للاسف المجتمع عمره ما هيرد عليكي
ومافيش حل الا انك تخلي المجتمع يتقبل اللي انت عايزاه ويخبط دماغه في انشف حيطة مادام انت بتتصرفي صح
والصح اللي يحدده هو شرع الله اللي انا شايفة ان عندك حس قوي بيه
ولو ماعندكيش علم تقدري تحصلي عليه من مصادرة الموثوقة
بس اوعي تتجوي واحد جاي من السفر وعايز يتجوز قبل ما الاجازة تخلص
او واحد عمال يلف على بيوت الناس يعاين العرايس عشان يختار واحده تعجبة
الحل ايه؟
الحل ترابط الاسر والجيران والاصدقاء الموثوق فيهم زي زمان وتوسيع الدائرة الاجتماعية في حدود ما احل الله
عشان الارتباط يكون من وسط معروف : الشخص واهله
اما الحب فموضوع يطول شرحه
وافتكري دايما ان ربنا ذكر في القران الموده والرحمة
وده اهم واعظم بكتير لو تاملت معناه من عاطفة طياري جامحة تفقد العقل
وادعي دايما لنفسك ولغيرك بالزوج الصالح والذرية الصالحة صدقيني دي وصفة مجربة

Manar Fouad said...

شكراً لكم على تعليقاتكم... لكن حقيقة الأمر، أنا لا أكرة المجتمع و لا أستنزل عليه اللعنات فأنا جزء منه و أنتم جزء منه.. إنما أنا مشفقة عليه، أتمنى كل ما أتمنى أن يتغير... أتمنى ذلك

Anonymous said...

السلام عليكم

صديقتك تتشابه مع الاف من الفتيات و انا واحدة منهم

والمشكلة انك تجدى المجتمع و اهلك و كل من تعريفهم اما ضدك او احد اسباب اكتئابك

فكلما اقتربتى من عتبة الثلاثين كلما زاد رعبك

اظن اننا من سيغير هذا المجتمع , بالا نهتم يقال و بالقوالب الجاهزة و المعدة مسبقا
على الفتاة ان تكون متزوجة فى سن كذا و الفتاة التى لم تتزوج وفاتها القطار فهى عانس و كل تلك الاقوال

احييك مرة اخرى

Sara said...

كلامك فعلا بيحصل وده واقع مرير بتعيشه اي بنت من اول ماتم العشرين تحس ( على الرغم من عدد المخطوبين زمايلها لا يتعدى اصابع السيد الواحدة وطبعا نسبتها بالنسبة لدفعتها اللى من نفس سنها بتبقى ضئيلة )انها حمل الناس هاتموت وتشوفلها عريس مع ان الواحد المفروض يبص للجواز على ان دول روحين ربنا كاتب ومقدر انهم يكونوا مع بعض يعني لو لسه مفيش نصيب فالواحد يحمد ربنا بجد يحمده ويشكره على ان اللى نصيبه ومقدرله لسه مجاش ومخدش اي حد كده لا ده لسه اللى هايكمل حياته مجاش
بالنسبة بقى للمجتمع فمتقلقيش اصبري عليه بس خمس ست سنين وهتلاقيه ابتدى يتعدل من نفسه لان تكوينة وتركيبة المجتمع المصري كلها عمالة تتغير عامة
الطبقة المتوسطة بقت الغالبة ومفهوم كليات القمة نوعا ما ابتدى يتعدل وسن الجواز بيزيد سواء واجهوا نفسهم بكده او ماواجهوش الشباب بيشجع النهضة الناس بقى عندهم حس وطني وسياسي بفضل قنوات الدش وصحف المعارضة
لا في حاجات كتير بتتغير وان شاء الله الواقع هايفرض نفسه والناس هايتغيروا برضه
واحيكي تاني على المقاليين الرائعين دول
سلام عليكم